إصلاح التعليم في سلطنة عمان
تعليم الكبار والتعليم المستمر في سلطنة عمان
أولاً: التعليم التقني للكبار
ضمن جهود السلطنة في محو الأمية وتعليم
الكبار ومن أجل ربط التعليم بالحياة منذ الوهلة الأولى في حياة الفرد، فقد تم
إدخال مقرر المهارات الحياتية ضمن الخطة الدراسية في التعليم الأساسي والتعليم
العام، وهي تعنى ببناء الطالب ليصبح قادرا على تحمل المسؤولية والتعامل مع مقتضيات
الحياة اليومية بأعلى قدر من التفاعل الخلاق، وذلك من خلال إكساب الطلاب مجموعة
متنوعة ومتكاملة من المهارات العلمية وما يتصل بها من معارف ومهارات وقيم
واتجاهات.
وفي مجال تطوير القدرات المهنية والتقنية،
فقد قامت وزارة القوى العاملة بإحداث تغييرات جوهرية في هذا المجال، وذلك بزيادة
فرص الالتحاق بمراكز التدريب المهني والكليات التقنية والتوسع في التخصصات
التدريبية والتعليمية فيها وتنويع نتائجها ومستويات مهاراتها بما ينسجم مع
الاحتياجات التنموية.
وتنفيذاً لأهداف الإستراتيجية لتنمية
الموارد البشرية قامت وزارة القوى العاملة باتخاذ إجراءات عملية لتطوير التعليم
المهني بالسلطنة، حيث تم خلال العام 2012م:
1-
تحديد ثلاث مسارات للتعليم المهني بالسلطنة تتكون من مجموعة برامج تعليمية وهي:
(الدراسة النظامية-التلمذة المهنية-الدورات القصيرة).
2-إداراج
برامج التعليم المهني ضمن منظومة مركز القبول الموحد كمقاعد دراسية للتعليم
العالي.
3-صدور قرار من مجلس
الوزراء الموقر بمعادلة شهادة الدبلوم المهني وظيفياً بدبلوم الكليات التقنية من حيث الدرجة المالية
حسب نظام الخدمة المدنية.
4-إنشاء مركز التدريب المهني وقبول أول دفعة من الطلبة بهذا المركز
اعتبارا من نوفمبر 2012م وذلك وفقا لمسار دبلوم التعليم المهني.
كما طبقت
الوزارة عددا من البرامج التعليمية الموجهة لمحو أمية شرائح اجتماعية معينة، إلا
أنه مهما كانت الشريحة الاجتماعية التي تم استهدافها لمحو أميتها، فقد تم تزويد
المتحررين من الأمية دوما بمجموعة من الكتب حملت مسمى مكتبة الراشدين، وهي كتب في
مجالات تثقيفية مختلفة هدفت إلى تحفيز المتحررين من الأمية لمواصلة القراءة الحرة.
(مكتبة
الراشدين):
تم
هذا المشروع عام 1981 بالتعاون بين وزارة التربية والتعليم ومشروع اليونسكو
التربوي بهدف إعداد كتيبات للقراءة والاطلاع للمتحررين من الأمية، وهي تعتبر مرحلة
من مراحل المتابعة العامة، وقد كان الهدف من إنشائها:
1- إتاحة
الفرصة للدارس لقراءة المطبوعات الأخرى من جرائد ومجلات بالإضافة إلى المتابعة
الواعية للبرامج الثقافية والعلمية عبر أجهزة الإعلام المختلفة.
2- احتفاظ
المتحررين بمهارات التعلم الضرورية في القراءة والتعبير الشفوي والرياضيات والقدرة
على حل المشكلات.
3- توظيف تلك المهارات في اكتساب المضامين الأساسية
التي يحتاجها الإنسان من أجل تنمية مختلف النواحي والتكيف مع الظروف الاقتصادية
والتقنية المتغيرة.
4- تطوير قدرات المتحررين من الأمية وتنمية ثقتهم
بأنفسهم لتوظيف ما تعلموه في مواصلة التعلم الذاتي والإقدام على الاستفادة من كل
الفرص المتاحة.
5- تعزيز الثقافة الوطنية للدارسين الكبار وتنميتها
لمواجهة خطر التبعية الثقافية وارتباطهم بقيم أمتهم وتراثهم.
وبجانب مشروع مكتبة الراشدين، قامت الوزارة
بتطبيق برامج لمحو أمية فئات اجتماعية معينة وذلك بالتعاون مع مؤسسات حكومية
وأهلية مختلفة. وكان الهدف الأساسي من هذه البرامج هو الذهاب إلى الأميين في مكان
تواجدهم وذلك توسيعا لرقعة محو الأمية. وهي برامج وقتية تنتهي بانتهاء الغرض منها
والذي تحدد بمحو أمية تلك الفئة التي استهدفها البرنامج عند تدشينه، ومن
هذه البرامج ما انتهى العمل به بعد فترة التطبيق ومنها ما لا يزال مستمرا، منها:
البرامج
الوظيفية لرجال الإطفاء بمطاري السيب وصلالة
تم هذا المشروع بالتعاون بين وزارتي التربية
والتعليم والمواصلات - والطيران المدني، وذلك بهدف محو أمية العاملين وظيفيا وكانت
جميع البرامج التي تقدم إليهم برامج تعليمية وظيفية يتم إعدادها بواسطة متخصصين في
الوزارتين وقد بدأ هذا المشروع منذ عام (1975) وتوقف في عام (1984) حيث أصبح يتم
تعين العمال من الذين انهوا دراستهم بالصف السادس كحد أدنى.
البرامج
الوظيفية للعمال الزراعيين
تم هذا المشروع لبعض العمال الزراعيين وذلك
بالتعاون بين وزارة التربية والتعليم ووزارة الزراعة والثروة السمكية ومنظمة
اليونسكو بدأ المشروع عام (1975) وتوقف عام (1976) وذلك بعد انتهاء فترة التجريب
التي كانت لمدة عام واحد وذلك نسبة لإقرار استراتيجية محو الأمية في البلاد
العربية في عام (1976) والتي تدعو لحل مشكلة الأمية من خلال أسلوب المواجهة
الشاملة.
برنامج
تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها
تم هذا المشروع بالتعاون بين وزارة التربية
والتعليم والمشروع التربوي لليونسكو بهدف تعليم اللغة العربية للعمانيين العائدين
من بعد قيام النهضة العمانية الحديثة وذلك حتى يستطيعوا الاندماج في مجتمعهم
والقيام بأعمالهم ومعاملاتهم بكفاءة وأن يسهموا بفعالية في النهضة التي عمت البلاد
وقد خصصت لهم برامج تعليمية تناولت المهارات اللغوية التي تصل بالدارس إلى مستوى
الصف التاسع وهي عبارة عن أربعة برامج تدرس خلال أربع سنوات، بدأ المشروع عام (1976)
وقد انتهى عام (1997). وذلك بعد أن حقق البرنامج أهدافه المرجوة.
برامج
تعليم القراءة والكتابة عن طريق التلفزيون
تم هذا المشروع بالتعاون بين وزارة التربية
والتعليم ووزارة الإعلام والمشروع التربوي لليونسكو وذلك بهدف إتاحة الفرصة
للأميين الذين تحول ظروفهم دون الالتحاق بفصول محو الأمية، وقد ركز البرنامج على
تعليم القراءة والكتابة.
الاستعانة بجمعيات المرأة العمانية في
برامج محو الأمية
بدأ البرنامج في عام (2009) وتتم الاستفادة
من برامج المرأة العمانية المنتشرة في ربوع محافظات السلطنة في الإسهام في محو
الأمية وذلك من خلال تبني الجمعيات فتح شعب محو الأمية سواء داخل الجمعية أو
خارجها والاشراف على إدارتها أو تطوع أعضائها بالتدريس فيها مقابل مكافأة مالية أو
توعية المجتمع وحثه على التعاون من أجل القضاء على مشكلة الأمية.
برنامج القوى المتعلمة والتوسع فيها
يتم ذلك من خلال تحديد قرية محدودة
الجغرافية ليس لها أطراف خارج محيطها ذات ارتفاع في نسبة الأمية توجد بها أو
بالقرب منها المؤسسات الخدمية، ويتم ذلك من قبل المديرية العامة للتربية والتعليم
بالمحافظة التعليمية بالتعاون مع مكتب سعادة والي الولاية التي تقع بها القرية،
والقياس بدراسات مسحية شاملة لمختلف الجوانب المتعلقة بالقرية وتم التوسع في
البرنامج فشمل كافة المحافظات التعليمية وبمعدل ثلاث قرى متعلمة تفتتح في كل عام.
المدارس المتعاونة
هي أحد برامج محو الأمية القائمة على أساس
الاستفادة من المدارس الحكومية وذلك من خلال تبني هذه المدارس مجموعة من شعب محو
الأمية سواء داخل المدرسة أو خارجها من حيث الإشراف على إدارتها أو تقديم الدعم
المتمثل في التجهيزات وتدريب المعلمين.
المراجع
فلسفة التعليم في سلطنة عمان 2014
بوابة سلطنة عمان التعليمية 2011
خطط وبرامج محو الأمية جهود مثمرة 2008
تعد تجربة عمان من التجارب الرائعة في مجال تعليم الكبار
ردحذففعلا، اهتمام سلطنة عمان واضح خاصة في مجال محو الأمية
حذفأعجبتني فكرة مكتبة الراشدين،، حيث تعتبر -في وقت انشائها- انجاز رائع ومجهود قوي من السلطنة تميزت به عن غيرها من الدول.
ردحذف